قراءة في كتاب le capitalisme patriarcal
لمؤلفته الناشطة الماركسية العالمية: Silvia federici مترجم من الإنجليزية إلى الفرنسية من طرف الكاتب ètienne dobenesque عن دار النشرla fabrique سنة 2019 من الحجم الصغير، يتكون فهرس الكتاب من ستة عناوين ، مختارة بحس منهجي وبيداغوجي :-على سبيل التقديم: الماركسية والنسوية-الرأسمال والنوع -كل شيء عن شريعة الشيوعي-الرأسمال واليسار-إبداع الأشغال المنزلية-جذور وتطور العمل الجنسي بالولايات المتحدة الأمريكية وأنجلترا.
1- الماركسية والنسوية
طالما الضرورة من أجل التغيير الاقتصادي والاجتماعي والثقافي مطروحة في جدول العمل على الصعيد العالمي ؛ فإنه من الأساسي استحضار فكريا الرهانات الكبرى للعلاقة التي تربط الماركسية بالمسألة النسوية. في المرحلة الأولى ستحلل الكاتبة ماذا تعني بالماركسية وبالنسوية ، قبل الربط بين المقاربتين، وهو أمر راهن ليس فقط من أجل جعلهما ممكنا ، ولكن بشكل أساسي هو بالمطلق ضروري لحصول التغيير الذي نأمله. هذه السيرورة لعملية الربط يجب أن تقود إلى إعادة تعريفهما بشكل دائم.تنطلق الكاتبة من الفكر الذي كتبه ماركس وليس من استعمالاته في التجربة الإيديولوجية للاتحاد السوفياتي،أو الصين الشعبية، إذ في قلب الفكر الماركسي توجد عناصر لمفهومه عن المجتمع والرأسمالية ، تحتم الضرورة التخلص منها، وفي نفس الوقت تملك ما تعتبره الكاتبة صالحاومهما اليوم ، في نظريته للتاريخ وللتغيير الاجتماعي. والحال أن ماركس ساهم بشكل كبير في تطور الفكر النسائي، باعتباره مكون من حركة التحرر والتغيير الاجتماعي، ليس فقط من أجل النساء ، ولكن بالنسبة لكل المجتمع.نهتم في المجال الأول بفلسفته للتاريخ، بالنسبة لماركس فالتاريخ صيرورة من النضال، ونضال الطبقات، نضال البشرية من أجل التحرر من الاستغلال، ولئن كان التاريخ ليس في نهاية المطاف غير تاريخ الصراعات، للانقسامات والنضالات، يصبح غير ممكنا تحليل السيرورة التاريخيةمن خلال وجهة نظر فاعل تاريخي كوني وحيد .بالنسبة للنسوية فهذه المقاربة مهمة جدا. من وجهة نظر نسوية إنه من الأساسي تسجيل بأن هذا المجتمع سيؤبد لتعميمه انقسامات مؤسسة على النوع، العرق والسن. إن رؤية عالمية للمجتمع، للتغيير ، انطلاقا من فاعل تاريخي وحيد، ينتهي بإعادة إنتاج رؤية الطبقات السائدة.
مسألة أخرى تكمن في إسهام ماركس ، هواعتبار النشاط الإنساني نتيجة لعلاقات اجتماعية ، وليس كشيء دائم ، بل كنتاج للممارسة الاجتماعية، هذه فكرة رئيسية في النظرية النسوية، فكوننا مناضلات نسائيات ونساء ناضلنا ضد الوضع الطبيعي للنساء، ومن خلال ذلك أنجزنا مهام، أشكال للتعبير والسلوك، التي تدل على أن النسوية المادية أو الماركسية منخرطة في البراكسيس الاجتماعي، ومساهمة أيضا في معالجة انقسام الطبقة العاملة ، الذي تشتغل عليه الرأسمالية ضد عدم توحيدها ، والحيلولة دون التحول إلى فاعل تاريخي حقيقي يهز أركانها السياسية والاقتصادية والإيديولوجية
في الوقت الذي يتجدد الاهتمام بالماركسية والنسوية، وتحظى وجهة نظر ماركس بشأن "النوع الاجتماعي" باهتمام جديد، يظهر إجماع جديد بين التسويات حول نفس المقاربة، وإذ تبدو في الأعمال المبكرة لماركس إدانة واضحة حول عدم المساواة بين الجنسين والسيطرة الأبوية في الأسرة والمجتمع، فإنه في ذات الوقت ، ومن المتفق عليه أن " ماركس ليس لديه الكثير ليقوله عن الجنس والعائلة" (brown، ص:143-2012) ، وحتى في كتاب الرأسمال، يجب إعادة النظر في نظرته إليها من الملاحظات المتفرقة. ومع ذلك كان عمل ماركس مساهمة كبيرة في تطوير النظرية النسوية، على الرغم من أنها لا تستند بشكل كامل على تصريحاته المباشرة حول هذا الموضوع . لم تساعد منهجيته المادية التاريخية فقط في إظهار التراتبية والهويات العامة التي هي بنى ( holmstrom 2002) ، ولكن تحليله للتراكم الرأسمالي وخلق القيمة قد أعطى النسويات من جيلي أدوات قوية لإعادة التفكير، أي التفكير في كل أشكال الاستغلال المحددة التي تعرضت لها المرأة في المجتمع الرأسمالي والعلاقة بين الجنس والعرق والطبقة( جيمس، 1975) ومع ذلك فإن الاستخدام الذي صنعته النسويات من ماركس أدى بهن في أحسن الأحوال في اتجاه مختلف عن ذلك الذي رسمه. إن الكتابة عن النوع الاجتماعي في الرأسمال ، يفترض التوفيق بين رؤيتين مختلفتين: أي بين النوع الاجتماعي والصراع الطبقي. في الجزء الأول سأفحص رأي ماركس حول الجندر، كما هو موضح في المجلد الأول في تحليله لعمل النساء، خاصة في الإنتاج الصناعي، كما سأعلق عن صمته ، فيما يخص العمل المنزلي، لأنه بليغ حول المخاوف التي نظمت تفكيره في الوقت الذي كتب فيه.
فكرتي الرئيسية هي أن ماركس لم ينظر إلا جزئيا في " تحرر المرأة"،إذ كانت له أهمية هامشية في عمله السياسي، علاوة على ذلك ، قام بتجنيس العمل المنزلي، تماما مثل الحركة الاشتراكية الأوروبية ككل، وتصور الإنتاج الصناعي المثالي كشكل معياري للإنتاج الاجتماعي وكمسؤول محتمل لعدم المساواة الاجتماعية، ثم اعتبر في نهاية المطاف ، ستتلاشى الفروق بين الجنسين والسن. فشلت هذه الاستراتيجية ، سواء لتنمية الرأسمالية أو للنضال ضدها ، في مجال الأنشطة والعلاقات التي يتم بها استنساخ حياتنا وقوتنا العاملة، بدءا بالجنس والإنجاب، أولا وقبل كل شيء العمل المنزلي غير المأجور للنساء.هذه " اللامبالاة" إزاء أهمية العمل الإنجابي للمرأة تعني أن ماركس، على الرغم من إدانته للعلاقات الأبوية، فقد ترك لنا تحليلا لرأسمال والطبقة مقدما من خلال وجهة نظر ذكوريّة، أي " الرجل الذي يعمل" ، فالأجر الصناعي الذي تشكلت باسمه الأممية، يعتبر حامل التطلعات العالمية للتحرر البشري. كما تبرهن على استمرار عدد من الماركسيين في تنظيرهم لمسائل الجنس والعرق كمسائل ثقافية، ولهذا السبب الجوهري كان على الحركة النسوية الانطلاق من نقد ماركس.
2- ماركس ونوع الجنس في مجال الإنتاج الصناعي
تبرز حدود عمل ماركس بوضوح في المجلد الأول من رأسمال، حيث يدرس لأول مرة مسألة" الجنس" لا فيما يتعلق بتبعية المرأة داخل الأسرة البرجوازية، ولكن فيما يتعلق بظروف عمل المصانع النسائية في الثورة الصناعية. كان هذا هو " نزاع المرأة" في ذلك الوقت على جانبي الجسر، والذي صرخ ضده الاقتصاديون والسياسيون والمحسنون ضد تدمير الحياة الأسرية التي أنتجتها، والاستقلال الجديد الذي منحه لذلك، ومساهمتهم في احتجاج العمال، الذي أعرب عن صعود النقابات والرأسمالية. لذلك في الوقت الذي بدأماركس الكتابة فيه، كانت الإصلاحات جارية بالفعل، ولديها الكثير من التقارير حول هذا الموضوع، والتي كانت تتكون من تقارير مفتشي المصانع ، إذ أقرت الحكومة الإنجليزية في عام 1840 ن الحد المفروض على ساعات العمل للنساء والأطفال قد تم الوفاء به.
يستشهد المجلد الأول بصفحات كاملة من هذه التقارير، لا سيما في فصول " يوم العمل" و" الآلات والصناعة الكبيرة"، والتي توضح الاتجاهات الهيكلية للإنتاج الرأسمالي والميول لتمديد ساعات العمل إلى الحد الأقصى، من المقاومة المادية للعمال، إلى خفض قيمة قوة العمل، لاستخراج أقصى قدر من العمل والحد الأدنى من عدد العمال، واستنكار الفظائع التي تعرضت لها النساء والأطفال في كل مرحلة من مراحل التنمية الصناعية. يتم الإعلام عن الخياطات اللواتي متن من العمل الزائد وعدم وجود الهواء والغذاء، عن الفتيات اللواتي عملن دون تناول الطعام لمدة أربع عشرة ساعة في اليوم، أو زحفهن نصف عاريات في المناجم لنقل الفحم إلى السطح، وعن الأطفال الذين أخذوا من السرير في منتصف الليل و" أجبروا على العمل لكسب قوت هزيل" ثم " أخذ الأطفال إلى المسلخ" حيث استهلكت الآلات حياتهم، " في حين لا تزال هناك عضلة، ووتر، وقطرة من الدم لامتصاص". يجب الاعتراف بأن قلة من الكتاب السياسيين من وصفوا بدون تنازلات ، كما فعل ماركس، وحشية النظام الرأسمالي - خارج العبودية. وَمِمَّا يثير الإعجاب بشكل خاص استنكاره لبربرية استغلال تشغيل الأطفال، التي لا مثيل لها في الأدب الماركسي. ولكن على الرغم من فصاحتها ، فإن تفسيرها أكثر وصفية من التحليل ويلفت الانتباه إلى غياب مناقشة القضايا الجنسانية. نحن لا نعلم، على سبيل المثال، كيف أثر توظيف النساء والأطفال في المصانع على كفاح العمال، وما هي المناظرات التي حفزت منظماتهم، أو كيف أثرت على العلاقات بين النساء والرجال، ومع ذلك ، لدينا العديد من التعليقات مثل ذلك العمل في المصنع الذي أدى إلى تدهور " الطابع الأخلاقي" للمرأة على طريق الترويج للسلوكيات " غير الشرعية" وجعلتها تتجاهل واجباتها الأمومية. لا يتم تصوير النساء على الأغلب كفاعلين قادرين على القتال من أجل أنفسهن. وبشكل عام يظهرن كضحايا، رغم أن معاصريهم لا حظوا استقلالهن وسلوكهن المدوي وقدرتهن على الدفاع عن مصالحهن ضد محاولات أصحاب المصانع لإصلاح عاداتهم.
يفتقر تفسير ماركس للجنس في مجال الإنتاج أيضا إلى تحليل للأزمة التي أثارها انقراض العمل المنزلي في المجتمعات البروليتارية لصالح توسيع العلاقات الرأسمالية، والمعضلة التي واجهها الرأسمال- في لحظة كما هي الآن- فيما يتعلق بالمكان الأمثل واستخدام عمل المرأة. هذا الصمت عن القضايا الجنسانية، له مكان هامشي في رأسمال. في نص يتكون من ثلاثة مجلدات ومن آلاف الصفحات، يشير مائة فقط إلى العائلة والجنس وعمل المرأة، وهذه هي الملاحظات بشكل عابر، فالمراجع المتعلقة بالنوع الاجتماعي مفقودة حتى في الأماكن التي يتوقع فيها أكثر من غيرها، كما هو الحال في الفصول المتعلقة بالتقسيم الاجتماعي للعمل والأجور.فقط في نهاية الفصل المتعلق ب" الآلات والصناعة الكبيرة" نجد بعض الأدلة حول سياسات النوع الاجتماعي التي نعرفها والتي دافع عنها ماركس في عمله السياسي، بصفته السكريتيرالأول للأممية الأولى، والذي عارض فيه محاولات استبعاد النساء من عمل المصنع، وهذا يتفق مع اعتقاده الدائم بأن الرأسمالية- رغم كل عنفها ووحشيتها- كانت شرا ضروريا وقوة تقدمية، نظرا لأن القوى الرأسمالية الحقيقية... تطور قوى اجتماعية منتجة وتهيء الشروط المادية للإنتاج التي هي الأساس الحقيقي لشكل أعلى من المجتمع الذي يكون مبدأه الأساسي هو التنمية الكاملة والحرة لجميع الأفراد . وقد تم تطبيق ذلك على النوع الاجتماعي، وكان ذلك يعني، من خلال " تحرير" العمل من قيود التخصص والحاجة إلى القوة البدنية، ودمج النساء والأطفال في الإنتاج الاجتماعي، والتطوير الرأسمالي والتصنيع على وجه الخصوص، هو الطريق لمزيد من علاقات المساواة بين الجنسين، فمن جهة حرر الإنتاج الرأسمالي النساء والأطفال والاعتماد على الذات وفي نفس الوقت الاستقلال عن الاستغلال الأبوي لعملهم، وهو ما يميز الصناعة الوطنية، ومن جهة أخرى سمحت لهم بالمشاركة في ظروف متساوية مع الرجال في الإنتاج الاجتماعي.لنصغ إلى ماركس عند مناقشته إدخال التعليم الأساسي للأطفال الذين يعملون في المصنع:" وبغض النضر عما قد يبدو لنا من خوف مثير للإشمئزاز من تفكك الأسرة القديمة في النظام الرأسمالي، فإنه لا يقل عن الحقيقة أن الصناعة الكبيرة، من خلال إسناد النساء والشباب والفتيان من الجنسين كلا حسب وضعه دورا في العمليات الاجتماعية وحسب نوعية الإنتاج، وبالتالي تمزيقه بعيدا عن المدار المحلي، فإنه يخلق الأسس الاقتصادية الجديدة لشكل متفوق من الأسرة والعلاقات بين الجنسين".
3- الصناعة والأنشطة الإنجابية من منظور ماركس
لقد قلل ماركس ، في تصوره للصناعة واسعة النطاق كمعادل للفوارق البيولوجية والاجتماعية، من وزن التسلسلات الهرمية الجنسية الموروثة والمعاد بناؤها ون ضمنت أن النساء سيختبرن أعمال المصانع بطرق محددة، منفصلة عن طرق الرجال. وأشار إلى أن الافتراضات المتعلقة بنوع الجنس ستحافظ على مكانتها البارزة في العمل الصناعي المستخدم، على سبيل المثال، لتبرير الأجور المنخفضة للمرأة مقارنة بالرجال، وأن ظروف العمل " غير المشوبة" يمكن أن تعني التعرض للخطر، الاعتداء الجنسي، والذي غالبا ما يؤدي ألى الحمل المبكر، ولكن ، كما رأينا من قبل، كان يفترض أنه سيتم التغلب على هذه الانتهاكات عندما يأخد العمال السلطة السياسية ويعيدوا توجيه أهداف الصناعة نحو رفاهيتهم، ومع ذلك ، بعد قرنين من التصنيع، يمكننا أن نرى أنه على الرغم من أن نهاية الرأسمالية لا يمكن رؤيتها، فإن المساواة في مكان العمل كانت نتاج نضالات النساء وليس هبة من الآلات. والأهم من ذلك هو أن تحديد ماركس للعمالة الصناعية بالطريقة المعيارية للعمل والمكانة المميزة للإنتاج الاجتماعي لايترك مجالا للنظر في الأنشطة الإنجابية المحلية. بالمقارنة مع أب الاقتصاد الكلاسيكي: الفرد مارشال، هناك تباين مثير للاهتمام، فيما يتعلق بنهج العلاقة بين المصنع والمنزل. إن نظرة ماركس إلى العمل الصناعي كنوع أكثر عقلانية من العمل، تشير حسب مارشال بأنها قدرة جديدة في ذلك الوقت، حيث كان عدد قليل من العمال في العالم:" غير محدد من أي مهنة، ولكنها مرغوبة من قبل الجميع، والتي تسمح للعمال بالحفاظ على أي نوع من العمل لفترة طويلة من الزمن، وتأخذ في الاعتبار العديد من الأشياء دفعة واحدة، والتكيف بسرعة مع التغييرات في تفاصيل العمل المنجز، والبقاء مستقرة تكون موثوقة" غير أن مارشال تماشيا مع الإصلاحيين المعاصرين، اعتقد أن المساهم الرئيسي في إنتاج هذه " القدرة العامة" كان هو الحياة المنزلية وخاصة تأثير الأم. لدى فقد عارض بشدة التوظيف الخارجي للمرأة، من ناحية أخرى لا يعير ماركس سوى القليل من الاهتمام للعمل المنزلي. لا يوجد نقاش حول هذا في تحليله للتقسيم الاجتماعي للعمل، حيث ينص فقط على أن تقسيم العمل في الأسرة له أساس فسيولوجي. لكن الأكثر إثارة هو صمته عن العمل المنزلي في تحليله لاستنساخ القوى العاملة في فصله عن "إعادة الإنتاج البسيط". هنا ينادي بقضية حاسمة لفهم عملية خلق القيمة في الرأسمالية: قوة العمل، قدرتنا على العمل، لا تعطى لنا ، يجب أن يتم ( إعادة) العمل اليومي بشكل مستمر في عملية العمل، وهذا الإنتاج( إعادة) ضروري لتقدير رأسمال كما هو " توظيف الآلات"، بالنظر إلى أن " إنتاج واستنساخ وسائل الإنتاج التي لا غنى للرأسمالية، للعامل نفسه" وكما اقترح في الملاحظات التي نشرت تحت عنوان " النظريات حول فائض القيمة" وفي رأس المال، يشير ماركس إلى أن استنساخ العمل هو جزء أساسي وشرط لتراكم رأس المال. ومع ذلك تم تصوره فقط تحت جانب " الاستهلاك" ووضعها فقط داخل دائرة إنتاج السلع، العمال، حسب ماركس ، يستخدمون رواتبهم لشراء ضروريات الحياة، ويستهلكون أنفسهم من خلال استهلاكهم. إنه حرفيا إنتاج أصحاب الأجور من خلال السلع التي ينتجها أصحاب الأجور. لذلك ف" قيمة القوى العاملة هي قيمة وسائل الحياة اللازمة لضمان عوز الحائز لها"، ويتم تحديدها حسب الوقت الضروري لإنتاج السلع التي يستهلكها العمال. لا يتصور ماركس في أي مكان في العالم أن استنساخ القوى العاملة يشمل العمل غير المأجور للنساء- إعداد الطعام وغسل الملابس وتربية الأطفال وممارسة الحب- على العكس من ذلك ، فهو يصر على تصوير الأجير كمنتج لنفسه، حتى عند النظر في الاحتياجات التي يجب على العامل استيفائها، يصوره على أنه مشتر بضاعة مكتفية ذاتيا؛ تعداد من بين الاحتياجات الأخرى للحياة، والإسكان، والملابس، ولكن بشكل غير متوقع يغفل الجنس، سواء تم الحصول عليه في تكوين أسرة أو شراؤه، مما يدل على أن حياة العامل طاهر في حين أن المرأة قد دنس أخلاقيا فقط من قبل العمل الصناعي. يحرم البغي كونه عملا، ويهبط إلى مثال على تدهور المرأة؛ يتم تمثيلهن فقط على أنهن ينتمين إلى " آخر بقايا اكتظاظ السكان" وفي الثامن عشر من بريميرمن لويس بونابارت، كان قد وصف البغي بأنه" حثالة من جميع الطبقات"