الشوفينية والسياسة: العداء المقيت للصحافة المغربية للجزائر
تتصاعد وتيرة الحقد والشوفينية ضد الشعب الجزائري تحت ذريعة التوجه لحكامه الذين اختارهم لنفسه بنفسه عند جماعات تواصلية في الشبكات الاجتماعية ضالة. لقد وصلت الحالة عند بعضهم الى ابتكار حماقات مبتذلة، والمناداة علنا للمواجهة العسكرية بين الشعبين، ويحاول البعض الاخر من خلال كتاباته المفعمة "بالوطنية" وروح "المخزن و الملكية" التي يحتكرها لوحده تشويه الوجه القبيح للدكتاتورية العسكرية البغيضة المختصة بالنظام الجزائري حسبه، فهم لا يستطيعون كتابة رواية مثلما فعل ممثلي المخزن، الا انهم والحق يقال مصابين بعماء لا متناهي في الاساءة للشعب الجزائري، وينشطون في كيل السباب والشتائم للشعب الجزائري في شخص من يحكمه، ويتجرؤون على سيادته كشعب تاريخي، ويروجون عدد من الأكاذيب حول القوى الخارجية المعادية للاجهاز على وحدته ومكانته في العالم، كمطالبتهم بحق القبائل في الانقسام وهم أمام مشكلة تدوم منذ 46 سنة مع الشعب الصحراوي.
اصبحو غارقين في الاساليب الشوفينية التعسفية ضد الجزائر ونحن نعرف ان الشعب الجزائري أولى بأن يطالب بحقوقه العادلة في إطار سيادته الكاملة ولا حاجة لها بمعارضة ملكية من الخارج وهو في بعض اطيافه يعاني شتى صنوف العذاب والحرمان.
ان الشعب الجزائري ككافة الشعوب العربية شعب مضطهد ومحروم من ابسط حقوقه. وكل ما تتشدق به الحكومة المغربية والمخزن عن التحضر والعصرنة والديقراطية والعلمنة وحقوق الانسان الساءدين في المغرب يقدرنا بالاوضاع في الجزائر ما هي الا ادعاءات فارغة لا تنطلي على احد.
ان شعب الجزائر و منذ أكثر من قرن قدم التضحيات الجسام من خلال نضاله الدؤوب المتواصل من أجل التحرر الوطني واقامة الكيان السياسي المستقل أمام الاستعمار الفرنسي، وفي استقلاله عانى ويعاني من عقبات كثيرة تعترض مسعاه ونضاله لتحقيق هدفه المنشود، منها اقليمية ودولية واخرى ذاتية ترتبط بالحركة الوطنية التحررية الجزائرية.
النظام المغربي الذي يكنون له الحب الابدي واصل ويواصل توسيع دائرة اجراءاته القمعية من حملات اعتقال وتفتيش وملاحقة المواطنين ومواجهة للحراكات الشعبية، وفرض اجراءات الطوارئ الأمنية والبوليسية الان تحت ذريعة الأزمة الصحية المرتبطة بكورونا المستجد، والاستمرار في قمع المتظاهرين والمحتجين في كل حدب وصوب ، واتباع سياسة القمع بوتائر عالية، وتصفية الرموز المناضلة في الريف وجرادة وغيرها من المناطق المغربية.
وبالتناغم مع خطط واعمال النظام الاجرامية، ينادي البعض ممن يحسبون انفسهم "وطنيين" "أقحاح " "للنخاع" بمهاجمة النظام الجزائري ولا يفوتون أية فرصة من أجل دعوتهم المقيتة، ويخلصون الى فتح جبهة للنزاع العسكري الذي لا يخدم مصلحة الشعوب المغاربية، ويذهب البعض الاخر من الزمرة ذاتها الى ترديد عبارات تحريضية سخيفة للايقاع بين القوميات المتاخية في الجزائر، من عرب وقبائل وغيرهم من حقهم الكامل في تقرير مصيرهم واختلاق المشاكل بينها، ولكن ليعلم هؤلاء بأن مسعاهم لتصعيد النعرة الشوفينية المقيتة بات عقيما. فالأعداء يعلمون قبل الأصدقاء، وخاصة من الذين يذرفون الدموع (وهي طبعا دموع التماسيح ) على حقوق الشعب الجزائري كما يحلو لبعضهم أن ينعتوا الثورة الجزائرية بكل النعوت.
ومن العجب ان هؤلاء من أبواق الدعاية الذين يكيلون الشتائم لسيادة الشعب الجزائري، لو مارس كثير من هم ومن مبدعي المعارضة الجزائرية في المغرب 5% من حربهم ضد الجزائر على الحريات، والغلاء، والقمع، والتطبيع، والتبعية، والرشوة، والريع، والفساد، ونهب أموال الشعب، ومن أجل المحاسبة، من أجل الشغل للشباب، والسكن اللاءق، و.... لكنا قضينا على ما يؤلمنا منذ 60 سنة .
وهنا لا بد من التوضيح لبعضهم بأن الشعب الجزائري يطمح دوما الى الحفاظ على استقلاليته وسيادته بانفة الشعوب الحرة، ومن أجل الوصول الى هذا الهدف فرض عليهم النظام الحاكم العيش في حالة دفاع مستمر عن النفس، لأن الشوفينيين يجهلون التاريخ تماما، والجزائريين متواجدون في الجزائر قبل أن تستعمرهم فرنسا منذ العهود القديمة وأقدم بقايا للإنسان بشمال الأراضي الجزائرية في موقع عين لحنش قرب سطيف، صنفت أعمار البقايا إلى 1.8 مليون سنة. أستوطت الجزائر حصرا من قبل الإنسان العاقل القادم من القرن الأفريقي، وتمركز في المغرب الأوسط لمدة 150 قرون من 000 250 إلى 000 50 قبل الميلاد. إستوطن سكان من فنيقيا، على ساحل شمال أفريقيا حوالي 900 قبلةالميلاد وتوسعوا في شمال الأراضي الجزائرية الحالية، ضمن سلطة الإمبراطورية القرطاجية. بين تدمير قرطاج وإقامة السيطرة الرومانية على بلاد المغرب، كانت هناك فترة وجيزة ازدهرت فيها الممالك المحلية. في وسط التسميات القبلية المتغيرة المستخدمة في مصادر فترات مختلفة، يمكن تمييز مجموعتين رئيسيتين من القبائل المستقرة نسبياً: الموري، الذين يعيشون بين المحيط الأطلسي ووادي ملوية أو ربما وادي الشلف، والذين أعطوا اسمهم إلى موريتانيا؛ والنوميديين (الماسيليس بالشرق الشمالي والماساسيلس في الغرب الشمالي)، على اسم نوميديا، في المنطقة الغربية التي كانت تسيطر عليها قرطاج سابقا. مجموعة ثالثة، القيتول، البدو الرحل من الصحراء وحوافها. ظهرت القبائل المختلفة لأول مرة في التاريخ في أواخر القرن الثالث قبل الميلاد، بعد فترة من التطور الاجتماعي الناجم عن الاتصال بالحضارة القرطاجية. ويعلم الجميع بأنه لم يسلم الجزاءريين من حملات الفرنسة ثم التعريب اخيرا وعمليات الصهر القومي (التي لا زالت مستمرة لحد الان). ويضمن الدستور الجزائري حرية المعتقد لكل مواطن، .الجزائر عضو في الأمم المتحدة، ومصادقة على المبادئ الأولى لحقوق الإنسان، حرية المعتقد أولها، تتعرض للضغط الأجنبي بخصوص أي تضييق قد تشهده الجالية المسيحية الجزائرية. بشكل عام، تسمح الدولة بالتبشير أيا كان، بشرط ان يبقى محدودا، تفاديا لإثارة المشاعر، مصطلح (تحت - تحت) يعبر عن هذا.(تم مؤخرا إصدار قانون يجرم التبشير بأى دين غير الإسلام ).
وفي كل هذا هذه شؤون الشعب الجزائري ولم يبدي حاجة لمساعدتك من اي مغربي كيفما كان اتجاهه الفكري والثقافي والاديولوجي ...
وأخيرا ليس الهدف الدفاع عن نظام الجزائر ولا السكوت في خضم مساندة الشعب الجزائري في الدفاع عن مصالحه بقدر ما الدعوة إلى الاتزان في التعامل معه كشعب له سيارته وما تقوم به الأصوات المعادية له ما هو إلا شوفيني مقيتة لا تخدم مصلحة الشعبين في إطار الروح المغاربية المنفتحة على التضامن والتعاون بين شعوب المنطقة.