لماذا تعود الطيور لأوكارها
لما الجمركي
سأل عن زادي للسفر
لم أخبره
أني تأبطت
لغة امي،
صوت الحبيبة
في دفئه الصباحي،
رغبة الصديق
في رشف الورد
قبل مغيب القمر.
اكتفيت بإطلاعه
على الحذاء الوحيد
القصائد التي لم تكتمل بعد
في الحقيبة السوداء
وأخفيت حقيبة القلب
في القلب
بعيدا عن أعين البشر.
لأن أمي
لم يسعفها السفر
حملتها لغة
أمازيغية اللون،
أجالسها
أحكي لها غربتي
إن داهمتني
ألامس بها قراري
هي لغتي
طعم لاصطياد العواطف
هدهد يأتيني بالخبر.
أحملها أخف
من رمش دهشتي
وأثقل من
جبال البلاد
حين تحدثني الأغنيات.
لأن اصطحاب الحبيبة محال
حملتها
صوتا صباحيا
فراشة على الكف
تكفي
حين تهدّني وحدتي
أنيسة للسمر،
أفرش لها ربيع أفراحي
حين تلوح الجميلات
في لون الورد
على جنبات حديقة الرؤيا.
لأنه لم يكن
أن يرافقني
حملتُه عطشا
وشربت ما شاء
من نبيذ الغواية،
رأيت بعينيه
ما اشتهى
حين ودعني
قبل السفر.
أيها الملطخ
بدم أفلاطون
كيف لي
أن أكسر سلاسل العبيد
من بعيد؟
وهذا القابع في محرابه
يتأمل دهشتي
كم يكفيني
لأحرر عبيد أفكاري
من أخذ الصور،
وهذا الألف
المنتصب
بين الهيكل
و القبة البيضاء
المنعكس على صفحة الماء
يعلن سيادته
على الحروف
ويخفي خجله
مما اقترفت يمناه
في الأمصار من ضرر.
كم يكفي
من حائط
لتسجيل أسماء الموتى
انتصارا للسلام
حتى أعلن
للنافورة حبي
هذا المساء؟
هو الحلم
كما كان يعاكسني
كلما عشقت الوطن.
هي ذي سمائي كئيبة
ترافق دهشتي
تشتهي الريح
لمغازلة أشرعتها
تحملني
حلمها بالوطن
كيف ظل العزف منفردا
وألحان وطني
لحَنت
قبل أن تزهر مواويلها؟
متى يكون
كما أحلامي
حتى أحبه
كما أشاء؟
كم كان يلزم
من غياب
لينهار جدار التمنع
وتأتي الفراشة
مصدقة
عبير الورد
لون الهمس
رشف البوح
تسترد صوتها
لون كلامها
وترميني
بما في الفؤاد من تعب.
تعلن انهزام أيوب
صحوة الكهف
قبل نساكه
فقط هذا الغياب
حتى تقول:
"اشتقت لك هذا المساء"
تشعل حنين النهد
لشفاه الرضيع
احاسيس الحب
بجمر الخوف
والوقت متربص بنا
يأبى هباء أن يضيع.
لأن سفن طارق
لن تعود قبل موعدها
والنوارس لن تودع الآن شطها
ركبتُ براق الخيال
قاصدا قدسي
قبل أمسي
ومشيت قديسا
على طرف نبضها
أعيد من جديد
قلبي
وحقيبة القلب
للوطن.
واشنطن غشت 2010