ميلاد حركة 30 مارس في أوروبا
شكلت معركة طوفان الأقصى وما ترتب عنها من انتقام صهيوني من خلال عملياتها العسكرية وبدعم سياسي وعسكري من أمريكا وبعض الدول الأوروبية، بداية تشكل قطب سياسي في أوروبا مناهض للإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وفي هذا السياق
أسس ناشطون في أوروبا حركة “30 مارس” من أجل منع الإبادة الجماعية في غزة، وتأخذ هذه الحركة اسمها من يوم الأرض الفلسطيني، وهو اليوم الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى أحداث عام 1976، عندما نظموا احتجاجات سلمية ضد سياسة استيلاء الاحتلال على الأراضي الفلسطينية في إسرائيل.
وفي الذكرى الـ48 ليوم الأرض، قدّمت حركة “30 مارس” -ممثلة بالمحامي هارون رضا- شكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمستوطنين، اتهمتهم فيها بسرقة الأراضي وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والجرائم الممنهجة في فلسطين.
وقال المحامي هارون رضا، ممثل حركة 30 مارس في هولندا، للجزيرة مباشر “قمنا بتقديم شكاوى ضد 17 جنديًّا إسرائيليًّا من ذوي الجنسيات المزدوجة الإسرائيلية والهولندية، إضافة إلى دعاوى ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ودعوى قضائية أخرى ضد المصارف الهولندية التي تمول حركة الاستيطان في الضفة
وأضاف هارون رضا “الحركة لا تختص بهذه القضايا داخل هولندا فقط، بل ستبدأ الدعاوى ضد سياسة جيش الاحتلال الإسرائيلي قريبًا في فرنسا وبلجيكا وباقي الدول الأوروبية، لمساءلة المجرمين والجناة منهم”.
وبشأن تغير الموقف الشعبي في أوروبا اتجاه القضية الفلسطينية وعدم اتساق آراء الشعوب والحكومات، قال هارون “يبدو أن هنالك انفصامًا بين الشعوب والحكومات، ولكن مسؤوليتنا تهدف إلى تعزيز خطابنا ومخاطبة القاعدة الشعبية”.
وأوضح هارون أن اللوبي الصهيوني قادر على التأثير في الحكومات الغربية نظرًا لتمتعه بنفوذ في مختلف المجالات السياسية والقضائية، لافتًا إلى أن القضية الفلسطينية تعيش لحظة فارقة في تاريخها، إذ تشهد زيادة في الوعي بتاريخ فلسطين وحقيقته من خلال ما تقدمه حركة 30 مارس.
وعن سبب وجود الحركة في أوروبا بالتحديد ومدى تجاوب الناس معها، أكد هارون أنهم لكونهم مسلمين أوروبيين، فإنهم يسعون للتأثير في المجتمع الأوروبي من خلال عملهم على الأرض، إذ يتلقون دعمًا شعبيًّا واسعًا، رغم وجود حركات مناصرة للصهيونية واللوبي الصهيوني.
بيان حركة 30 مارس
لقد ولدت "حركة 30 آذار" من إلحاح الوضع في فلسطين، وخاصة فيما يتعلق بالإبادة الجماعية في غزة التي بدأت عام 2023 وتستمر حتى عام 2024. ونحن نرى في ذلك نقطة تحول تاريخية. يشير اسمنا إلى المظاهرات الفلسطينية التي اندلعت في 30 آذار/مارس 1976، والتي عُرفت منذ ذلك الحين باسم "يوم الأرض". ومع ذلك، فإننا نعطيها معنى أوسع. بالنسبة لنا، يرمز الرقم 30-3 إلى حق الشعوب الأصلية في أرضها وسيادتها، في مواجهة الهيمنة الاستعمارية والآثار المدمرة للعولمة غير المنضبطة. كما أنه يمثل الرابطة الإنسانية مع هذا الكوكب والبحث عن بيئة مضيافة لجنسنا البشري. بالإضافة إلى ذلك، فهو يرمز إلى الترسيخ العميق في القيم الإنسانية، كهوية متجذرة تتجاوز التكنولوجيا والأيديولوجية.\
- نلتزم بالاعتراف بالإبادة الجماعية في غزة ومحاكمة المسؤولين عنها. كما نلتزم بالعمل على إنهاء نظام الإبادة الجماعية والفصل العنصري الاستعماري في فلسطين، بهدف تحقيق السلام العادل والدائم للشعب الفلسطيني وجميع شعوب المنطقة.\
- نعارض جميع أشكال التمييز والكراهية، بما في ذلك كراهية الإسلام ومعاداة السامية. إن التزامنا بمناهضة العنصرية واضح: فنحن نحارب جميع أشكال العنصرية، ضد أي شخص أو أي مجموعة. في الديمقراطيات الليبرالية التي نعيش فيها، نرفض بشدة أي شكل من أشكال ثقافة الإيذاء. على العكس من ذلك، نحن نعزز المرونة والاستقلالية والتضامن. هدفنا هو تعزيز المساواة بين المواطنين والدفاع عن حرية التعبير المطلقة.\
- نحن نعزز الترتيبات التيسيرية المعقولة للأقليات مع حماية حقوق الأغلبية. هدفنا هو تعزيز التضامن والوحدة، ونبذ لعبة اللوم. ونحن على قناعة بأنه من الممكن تحقيق حقوق مدنية متساوية للأشخاص من أصول مهاجرة دون المساس بالحقوق التاريخية والثقافية للسكان الأصليين في أوروبا.\
- نحن ملتزمون بإنهاء الاستعمار في علاقاتنا وأساليب الحوار مع دول الجنوب، مع قبول واحتضان التراث الأوروبي. إن نيتنا ليست تشويه سمعة ماضي أوروبا، بل متابعة عملية إعادة تقييمه وإعادة تفسيره من منظور شامل وعادل. نحن ندرك أن التاريخ الأوروبي يتضمن فترات من التقدم والقمع والاستعمار. وفي سعينا إلى إجراء تقييم عادل لهذا الماضي، فإننا نسعى إلى اتباع نهج متوازن يعترف ويتقبل بشكل كامل التعقيدات الغنية والفروق الدقيقة الدقيقة في تاريخنا الأوروبي.
\ - نحن نعمل بنشاط ضد الفساد والأوليغارشية النخبة، محليا وعالميا. معركتنا هي كسر تركز السلطة والثروة حاليا في أيدي نخبة صغيرة. نسعى إلى تعزيز النزاهة والشفافية والنموذج الاقتصادي الذي يضمن توزيعًا أكثر عدالة للثروة ونظامًا سياسيًا يضمن مشاركة أوسع في السلطة. \
- نطمح إلى مجتمع يقدر كرامة كل فرد. الكرامة كقيمة هي مفتاح الاستقلال الفردي والاحترام المتبادل. إن العائلات، المتنوعة في بنيتها ولكنها متحدة في قيمها، هي حجر الزاوية في أي مجتمع صحي. هذه العائلات هي أساس مجتمع غني بالتقاليد ويحترم ماضيه، ولكنه أيضًا منفتح ومتقبل للابتكار والتقدم.\
- ندافع عن جوهر إنسانيتنا في مواجهة التحديات التي تهدد هوية جنسنا البشري. في عالم يقف على شفا ديستوبيا تكنولوجية وإيديولوجية، فإننا ندرك سماتنا الإنسانية الفريدة: حاملي الحياة، ومصادر الإبداع، وحراس القيم والجمال. وهذا الوعي يدفعنا إلى العمل على حماية كرامة الإنسان والحفاظ عليها في عالم سريع التغير.
نحن ندعو جميع أولئك الذين يدعمون هذه المبادئ السبعة للانضمام إلى حركتنا وأن يكونوا جزءًا من موجة التغيير التي تهدف إلى خلق عالم تكون فيه الكرامة والحرية أمرين أساسيين. انضم إلى كفاحنا من أجل عالم عادل، وارفع صوتك ضد الظلم.