ماكرون ينخرط في حرب متعددة الوجوه

على المستوى الداخلي تقوم حكومة ماكرون الليبرالية بترجمة برنامج إصلاح نظام التقاعد وعلى رأسه رفع سن التقاعد من 62 سنة إلى 64 سنة، وفي الوقت الذي رفضته النقابات العمالية الأكثر تمثيلية ونظمت حوله إضرابين عامين آخرهما إضراب 31يناير الأخير، حيث نزلت إلى الشوارع ما يزيد عن 2،8مليون شخص،  ماتزال حكومة ماكرون متمادية في تعنتها لمطالب القاعدة الاجتماعية العريضة للطبقات الشعبية،  تحت دعاوي واهية على شاكلة " ضبط التوازنات المالية للدولة، بسبب الزيادة في شيخوخة المتقاعدين والمتقاعدات" ، بينما تسببت الاستجابة العامة لأزمة كورونا في أكبر زيادة تم تسجيلها على الإطلاق في ثروات المليارديرات في فرنسا، إذ حصل المليارديرات على ما يقرب من 220 مليار يورو بين مارس 2020 و مارس 2021، حسب  تقرير أوكسفام، وتم إصدار توزيع أرباح قياسي جديد من شركات CAC40 على مساهيميها.

على المستوى الخارجي يقوم نظام الاستعمار الفرنسي على تسعير الحرب في أوكرانيا من خلال بعث أسلحة عسكرية تقيلة وترأس الدول الأوروبية في جعل الحرب في أوكرانيا طويلة الأمد تحت قيادة حلف الناتو، مدعما المركب الصناعي العسكري   الذي يدر أرباحا طائلة من هذه العملية العسكرية ، والتي تمول في الأصل من الفاتورة الثقيلة الاجتماعية المفروضة على الطبقات الشعبية وفي مقدمتها الزيادة في سن التقاعد وتقليص الميزانيات الاجتماعية في الخدمات العمومية وغيرها.

تتدرع أيضا بمحاربة الاستعمار في أوكرانيا، لكنها ترفض انسحاب قواتها العسكرية من إفريقيا، وعلى الخصوص في بوركينا فاصو، ناهيك عن نهبها للثروات في هذه البلدان وتجويع شعوبها من خلال إملاءاتها الاقتصادية التقشفية.

حسن الصعيب