سرد بقلم بهيجة زوهري
مرة اخرى أذكر من ألتحق بالأجناس الأدبية الفرق بين الراوي كشخصية والكاتب كشخص... قد يتطابقا وقد بختلفا يمتح من الواقع لكن بتوابل خيال تعطي الإبداع وهذا ٱخر تذكير هههه لان النشر في وسائل التواصل الاجتماعي يجعل القارئ في خلط كبير
قصة جابر الطير الكاسر
حين وطأت قدمانا حقل البنفسج أول لقاء كان العمر مترنحا كراقصة ثملة ، كانت لعنة زهر البنفسج ،لون الموت ، تطارد روحينا وتزهر كل أيلول ، مضى بنا العمر بنفسجتي ألم وحب وثورة . هل كان لابد للعمر من مد وجزر كل موسم إزهار ؟ وهل ثمرة الحقل هي التأرجح بين سماء العشق وأرض الخذلان ؟
كنت أصف دوما يداك ملجأ خواطري وأشعاري وكل تفتح في ذاكرتي ينبض بعطاياهما...جميل العطايا وكريم الأخذ..
حين وجدتك كان حدسي في محله أنه حب كبير وعذاب مقيم ، رجل ثائر مثل ناظم حكمت .. ذكي لدرجة أنه قد يتنبأ بأحداث قد تقع او لا تقع لكنه مؤمن بحدوثها ولو في مخيلته...صعب إعلانه للهزيمة ولا للخضوع ولو لٱلهة العشق الطاغية ...
عشقه وولهه مميز عن الخليقة وكأن الله خلقه في صورة ند له ، هو أصلا يؤمن بالندية والتطور أكثر من داروين نفسه ..
يصفه أصحابه بالأستاذ جابر ولا يقبلون أن يصفونه دون لقبه العظيم ...فهو عارف بكل شيء ، يجبر الخواطر ويسكن الٱلام لكن غضبه الصامت مدمر يكسر كل السفن ولا يحرقها ،فالتكسير أفظع من الحرق لأنه يبقي أثر الدمار أمام كل ناظر عكس الحرق الرحيم يخفي كل ندوب ويجعلها رمادا ...