عن علاقة اليسار بالماركسية يبدو أن اليسار الذي يتبنى الماركسية
لا يبدل مجهودا كبيرا لتعميم الدراسات الماركسية ، ولا يساهم في إغنائها، يدل هذا المعطى الإمبريقي على ضعف الإنتاج الكمي والكيفي من الكتابات النظرية الماركسية، وحتى ما ينشر كمقالات على محدوديتها في مواقع وأدبيات هذا اليسار تعيد بطريقة غير مبدعة ومغرقة في الدوغمائية كل ما يترتبط بالقرن التاسع عشر وبالنصف الأول من القرن الماضي التي تعيد نفس المضمون ونفس الروح التي اتسمت بها تنظيمات اليسار بالأمس والصراعات التي نجمت عن مختلف التيارات الماركسية ، إنه التكرار الممل للتجارب التاريخية الماضية، دون إعمال معول النقد البناء، في الوقت الذي ازدهرت فيه كتابات نظرية ماركسية عميقة في الضفة الأخرى،إذ لا يكلف اليسار نفسه مهمة قرائتها أو ترجمتها، أو التحاور والتفاعل معها من أجل إبداع الصيغ الملائمة لظروفنا السياسية والثقافية، وانطلاقا من هذه الملاحظة الدقيقة، فكل الدعاوي التي تصدر عن هذا اليسار للدفاع عن راية الماركسية تفقد مصداقيتها، بل تخندقها في إطار تكريس الواقع البئيس، والنفخ الذاتي في أوهامها" الماركسية" الخاوية من كل اجتهاد والبعيدة كل البعد عن متطلبات التغيير الثوري ببلادنا، لأنها متعلقةبأهذاب ماضيها " المجيد" الذي لا يولد إلا التقليد ، " كالأحياء الذين يتمسكون بتلابيب الموتى" حسب تعبير ماركس.