سيدات الفراولة والأصابع الساحرة..المحتجب في الهجرة الموسمية من المغرب إلى إسبانيا
صدر هذا الكتاب منذ سنتين ،للباحثة المغربية أعراب شادي، في المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا، وأستاذة السوسيولوجيا الجغرافية بجامعة باريس8،وهو كتاب جيد من كونه يسلط الضوء على ظاهرة العاملات الزراعيات المهاجرات من المغرب إلى إسبانيا، للعمل في مقاطعة هويلف(جنوب غرب إسبانيا)لجني الفراولة. تنظم هذه الهجرة الموسمية كل سنة في شهر أبريل، في إطار اتفاقية الهجرة الموقعة بين المغرب والاتحاد الأوروبي في أواخر سنة 2000، والتي بموجبها يتم تلبية احتياجات اليد العاملة الزراعية الرخيصة وتنظيم تدفق الهجرة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وهي تستقطب كل سنة آلاف العاملات الزراعيات من مطلقات وأرامل ومتزوجات(بعد أخد موافقة أزواجهن)وهن في الغالب تتراوح أعمارهن بين 30و40 سنة،ويعملن أزيد من 10 ساعات في اليوم، في شروط عمل قاسية(درجة حرارة قوية-مبيدات للحشرات معدية)إلى جانب عدم السماح لهن بالتنقل خارج الضيعة وبدون حقوق اجتماعية مثل الحق في التنقيب والحد الأدنى للأجور والتقاعد.
يعتبر هذا الكتاب امتدادا لأطروحة دكتوراه،أنجزتها الكاتبة سنة 2009، وتتعلق بالهجرة الدائرية من بعض القرى المغربية(نواحي تادلة وبني ملال)إلى إسبانيا ،إذ تركز على علاقة التوتر بين النوع الاجتماعي والهجرة ، التي تجعل من اضطهاد النساء والعاملات الزراعيات على الخصوص ذو طابع مركب، حيث يخضعن لشتى أشكال التمييز والاضطهاد، مثل الابتزاز الذي يتعرضن له من طرف مافيا مغربية-أوروبية، عند شراء عقود العمل أو أوراق الإقامة، مع ما يستتبع ذلك من مطاردة البوليس والتحرش أو الاغتصاب الجنسي، ومما يزيد من تعقيد هذا الوضع هو أن أغلبيتهن أميات ولا يعرفن القوانين الأوروبية، وخضوعهن الدائم لوصاية من يتكفل بعيشهن.