اللاجئين الفلسطينيين والخطر الذي يدق ابوابهم
عبد الرحمن حسن غانم
مسؤول المنتدى الاكاديمي الديمقراطي
أنشأت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مناطق الشتات واللجوء، والتي دأبت على تقديم خدماتها في شتى مجالات (التعليم، الصحة، الخدمات الاجتماعية) بالإضافة لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في هذه المجالات.
في الوقت الذي تحاول دولة الاحتلال من خلال ممارساتها بالضغط على المجتمع الدولي وبغطاء أمريكي على طمس أخر مشاهد اللجوء الفلسطيني ألا وهو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من خلال مشاريعها التي تهدف إلى تحويل الاونروا إلى منظمة للتنمية المحلية في إطار إقليمي.
وهذا ليس وليد اللحظة بل انه وليد احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية فقد كان بداياته الرفض لقرار إنشاء الوكالة ومن ثم بالضغط على الدول المانحة لتقليص تمويلها وبممارسة التنكيل والهدم للمنازل في المخيمات والاعتقال والإبعاد، واخرها قصف المنشآت التابعة للأونروا، واعتقال موظفيها، وأيضا الممارسات الدبلوماسية لإقناع الغرب لدعم توجهاتها بتذويب الوكالة وتحويلها إلى منظمة للتنمية المحلة وأيضا الدخول لبعض الدول العربية لإقناعهم بالتطبيع والتبادل التجاري والدبلوماسي.
ومن هنا يأتي هذا المقال لكشف المخططات التصفوية الهادفة إلى إنهاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وبهدف تذويب قضية اللاجئين الفلسطينيين والعمل على إلغاء قرار (194) ووضع المجتمع الدولي أمام حل قضية اللاجئين على أساس التوطين والعمل على تحويل الوكالة إلى منظمة للتنمية المحلية في إطار إقليمي وأيضا توضيح مخاطر تذويب الوكالة وانهاء اعمالها على اللاجئ الفلسطيني وحقه بالعودة وتقرير المصير.
تمثل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين أحد أبرز عناصر الصراع العربي الإسرائيلي، ونتيجة مبكرة من نتائجه منذ الأربعينات وما قبلها، خاصة في سياق الحروب العربية الإسرائيلية عام ١٩٦٧ ،١٩٤٨ , وتنبع أهمية مشكلة اللاجئين الفلسطينيين من طبيعتها، فهي قضية تتعلق بحقوق الإنسان الأساسية، لعدة ملايين من البشر يشكلون الجسد الأساسي لشعب بأكمله، مما يكسب القضية أبعادا إنسانية وأخلاقية قد تفوق في بعض الأحيان أبعادها السياسية. والقانونية والاقتصادية، مع التسليم بتشابك كل هذه الأبعاد وتداخلها ولهذا فإن مشكلة اللاجئين يمكن اعتبارها جنبا إلى جنب مع مشكلة القدس جوهر القضية الفلسطينية، ومن غير المتصور أن تتم أية تسوية للقضية الفلسطينية، وتحظى بالرضاء الفلسطيني الداخلي، والعربي، والإقليمي دون أن يوجد حلا عادلا لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، مهما استندت إلى اتفاقات ملزمة أو غير ملزمة بين هذا الطرف أو ذاك، الأمر الذي ينعكس في المدى الطويل على أوضاع المنطقة واستقرارها**.**
منذ التوقيع على اتفاق أوسلو شرعت وكالة الغوث بمجموعة من الخطوات المتدرجة لتنفيذ المخطط الذي يعمل على تحويل الوكالة من منظمة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين وتوظيفهم ( في مجالات التعليم والصحة والاغاثة والخدمات الاجتماعية ) إلى وكالة للتنمية المحلية في إطار إقليمي يشمل مناطق عملياتها الخمس وقد تم العمل على هذا التوجه بشكل هادئ مباشرة بعد التوقيع على " إعلان المبادئ" تحت عنوان " برنامج تطبيق السلام**.**
لقد وضع الاحتلال الإسرائيلي وبدعم وتأييد من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى خطط من اجل تذويب قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال مشاريع التوطين ومشاريع التطبيع التي استطاع الاحتلال تنفيذها مع بعض الدول العربية مما يشكل خطر حقيقي على القضية الفلسطينية بجميع ثوابتها والضرب بعرض الحائط للمبادرة العربية.
ضمن النهج المتبع والمخطط له ما ورد في رسالة المفوض العام لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا فيليب لازاريني من زيادة الشراكات داخل منظومة الأمم المتحدة وتقديم خدمات نيابة عن الاونروا, والتي تعد مقدمة وضمن الخطط التي تجعل الدول المانحة تتخلى عن تمويلها للأونروا وانهاء تفويضها.
لقد اثبت شعبنا الفلسطيني انه دائما قادر على الوقوف في وجه مثل هذه المخططات, ولكن علينا جميعا أن نتوحد في وجه هذا المخطط لان دون الوحدة وتوحيد المواقف سوف نكون جزء من تنفيذ هذه المخططات وتذويب قضية اللاجئين وشاهدها الوحيد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.