الحلم : من نظام تيوقراطي إلى نظام ديموقراطي علماني
ثورة "مخملية" سلمية بتدرج ضد الاستبداد.
المناخ السياسي الدولي مشعب ومعقد، الاوضاع مزموتة والاحباط عام. ولم نشهد ثورات سلمية منذ موجة "الثورات الملونة" التي اجتاحت الربيع العربي وخاصة 20 فبراير أوروبا الشرقية وأراضي ما بعد الاتحاد السوفياتي، من صربيا وحتى جورجيا وأوكرانيا ووصولاً إلى قيرغيزستان، منذ نحو مايناهز مابين 10 أو 20 سنة. ومنذ ذلك الحين، نذرت او قل نجاح الثورات السلمية.
الحلم في ان ينجز الشعب ثورته بالنظر إلى تاريخه الحديث على انقاض استعمار فشل في مشروعه لاستتباع النخب. صحيح أن شعبنا ونخبنا في المراحل الاخيرة، وصلت إلى ثقافة سياسة متقدمة عن طريق تيارات حداثية تقاوم من أجل “العلمانية” ولو انها تُطرح العلمانية في المغرب بشكل خجول. كما يصطدم دعاة العلمانية بتوجه الدولة الرسمي المستند الى الشرعية الدينية وتوظف الدولة خطاب العلمانيين كأداة لقمع خصومها خصوصا اليساريين.
اضف إلى ذلك مطالب العلمنة اليوم في خطاب الحركة الثقافية الأمازيغية التي تطالب صراحة بفصل الدين عن الدولة. وفي خطاب اليسار التقليدي المشارك في الحكومة، الذي يطالب بعلمنة الحياة العامة، مع الاحتفاظ بالدين كمرجعية تقوم عليها مشروعية السلطة المركزية التي يحتكرها الملك. أما خطاب اليسار الراديكالي وبعض الجمعيات الحقوقية فهو واضح في مطالبه بإقرار مبدأ علمانية الدولة في الدستور، وإلغاء جميع فصوله التي تشير إلى تبنيها لدين معين.
كل هذا نقاش وحلمه هو أن يكون هادءا وبناءا.
حلم لغزه هو إنهاء النظام التيوقراطي الذي يبني كل مشروعيته على المرجعية الدينية لمؤسسة "إمارة المؤمنين"، وخطاب الحركات الإسلامية بمختلف توجهاتها بما فيها حتى تلك التي توصف بـ"المعتدلة"، المناهض لكل أشكال العلمنة سواء داخل الدولة أو المجتمع ومقابل هذه الخطابات ذات التوجه العلماني، وحالات التزوير المتكررة خلال الانتخابات، وتخويف نشطاء المعارضة، وتأسيس “أوليغاركية” رأسمالية قاسية...
حلم توافقي بين خصوم واعداء يستلمون لمسلمة المجتمع الشمولي و ليس هبة لنظام أو جهة. والشمولية العلمانية كما قدمته مدرسة فرانكفورت ونظرتها التفكيكية التي تعيد تفكيك الظواهر وتركيبها من جديد وتصك لها مصطلحات جديدة، وبالتالي تفشل عمليات التصنيف الاختزالية التي يُطلقها البعض على المشروعات المُركبة كاي مشروع يفصل الدين عن الدولة.
حلم يعيد تشكيل الصور على نحو أكثر كُلية وشمولية على الدوام، مستندا على إعادة تعريفاتها وتقسيماتها، ومن ثم دوائر تداخلها بالموقف الجديد في حيز النقاش بين العلمانيين الذين لاهوية سياسية موحدة لهم أو الإسلاميين الذين اصطف اغلبهم مع اطروحة "امير المؤمنين" والدولة المخزنية على حد سواء.
حلم داعي إلي فصل المجال المدني عن المجال الديني و عدم التداخل بين كلا المجالين , و إن الدين يعلو و يسمو عن أن يتدخل في الحياة السياسية .
حلم حل لمشكلات المجتمع الإسلامي،
حلم يحسم معضلة الحاكم باسم الدين الإسلامي و خليفة الله في ارضه لصالح حكم بشري صرف و بالتالي بطلان دعوات الدولة الدينية البعيدة كل البعد عن قيم الحرية و العدل و المساواة.
ولكن هذا فقط حلم لحد الآن
محمد بن الطاهر
نونبر 2021
كلمات مفتاحية : المغرب، علمانية، تيوقراطي، ديموقراطية، حداثية، تفكيكية