قراءة في مخطوطات 1844 لماركس
هي مخطوطات اقتصادية-فلسفية، تم تحريرها مابين مارس وعشت من سنة 1844، وتعتبر هذه المخطوطات المنتوج الرئيسي لماركس خلال إقامته بباريس. في هذا العمل ، قام ماركس ببلورة مفهوم "البراكسيس" من خلال نقده لفلسفة هيغل، وللاقتصاد السياسي، ووضع الحجر الأساس لمبادئ المادية الجدلية والمادية التاريخية، رغم أنه كان تحت تأثير فلسفة فيورباخ الذي استلهم منه مفهوم الاستلاب الوارد على طول كتابه "جوهر المسيحية"، الذي ينتقد فيه الدين ، وقد شكل هذا العمل مدخلا لتعاونه مع أنجلز في البوليميك مع الشباب الهيغيلي ، توج بإصدار كتابين هما "العائلة المقدسة" ثم "الإيديولوجية الألمانية".
تجدر الإشارة أن هذه المخطوطات ظلت مجهولة ، وقد تم نشرها بطريقة تجزيئية في البداية ، وفيما بعد بشكل غير مكتمل، وأخيرا نشرت في مجموعها سنة 1932.
في هذه المخطوطات رسم ماركس هدفا محددا ، ألا وهو تعميق مفهومه حول الشيوعية الذي استعرض خطوطه العريضة والعامة في مقال بالحوليات الفرنسية-الألمانية، تحت عنوان: مقدمة في نقد فلسفة الحق عند هيغل، وإذا كان قبل ذلك في كتابه"المسألة اليهودية" قد عرض مفهومه للتحرر السياسي، كشرط للقضاء النهائي على الملكية الخاصة، إذ استنتج أهمية إقامة الشيوعية من أجل زوالها، فقد طرح هذه الفكرة بطريقة دوغمائية قليلا، وبحمولة إنسانية أنتربولوجية بالمعنى الفيورياخي، وتحت تأثير مقال أنجلز "محاولة في نقد الاقتصاد السياسي" الذي استعرض فيه كيف يمكن لتطور النظام الاقتصادي الرأسمالي أن يؤدي بالضرورة إلى إقامة الشيوعية، استنادا إلى هذه القراءة ، اعتبر ماركس أن دراسة واحدة معمقة للاقتصاد السياسي تسمح بفهم طبيعة وتطور النظام الرأسمالي وضرورة استبداله بالشيوعية.