أمريكا الطاعون والطاعون أمريكا
في توجهها الجديد لفرض سيادة حلف الناتو في حربها ضد روسيا وتجسيد الأحلاف العسكرية في عدد من المناطق بأوروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا ودعم الأنظمة الديكتاوتورية بأمريكا اللاتينية وفرض التطبيع مع الكيان الصهيوني بدفع الأنظمة الاستبدادية العربية لإقامة علاقات تحالف طويلة الأمد، و لزعزعة الاستقرار السياسي في أكثر من بلد ، ومحاولتها استفزاز الصين لتوريطها في حرب ، تؤكد مرة أخرى أنها القوة العسكرية الأولى التي تتحكم في مراقبة وضبط أوضاع العالم السياسية والعسكرية، عبر قيادتها الحلف الأطلسي، وتدخلها في جميع النزاعات الدولية ، لضمان استقرار النظام الرأسمالي العالمي الذي لا يمكنه العيش بدون تطوير الصناعة الحربية وفي ذات الوقت صناعة الحروب في العالم،لذلك لا تعتبر نفسها ملزمة بإطاعة قواعد القانون الدولي ولا باحترام سيادة الدول المستقلة ولا بحق تقرير مصير الشعوب، وبالتالي فهي تعفي نفسها من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالبيئة وحقوق الإنسان ومحاكم الجنايات، ولنتذكر ما قالته مادلين ألبرايت عندما حاولت تبرير احتلال العراق:"إذا كان علينا أن نستخدم القوة، فذلك لأننا أمريكا، فنحن الأمة الأساسية التي لا غنى عنها".حقا تتصرف بعنجهية لا تضاهيها عنجهية إزاء الأمم والدول والشعوب، ولم يجانب الصواب عندما قال شاعرنا الفلسطيني الراحل محمود درويش:"أمريكا الطاعون والطاعون أمريكا".